لحمود أبو طالب رونق خاص، فحضوره يكسب المكان تجليات التنوع، وفرحة اللحظة.. أشعر دائما أن حمود أبو طالب لم يفق بعد على موهبته التي ضاعت بين إهماله وبين قناعته بأنه كاتب رأي يكتبه من خلال الصحف أو ظهوره في اللقاءات الإخبارية معلقا على الأحداث.. فحمود هو ذاك المبدع المختفي خلف وهم ليس بحقيقة.. وهم ارتضى أنه هو الحقيقة، بينما هو مبدع ما زال في طور الخروج من وهمه ذاك.
دائما يقال إن معرفتك بإنسان ما تكتشف فيه ما لا يعرفه عن ذاته، وأنا أدعي أنني أعرف حمودا أكثر من معرفته بنفسه، تواجدت معه ماضويا حين عشنا وترعرعنا تحت نظر الشريف العم أحمد بن حمود أبو طالب (جد حمود)، تلك الشخصية الفذة التي صنعت حياة عظيمة لأسرته ولكل من اتصل به، ومنذ الطفولة عرفت حمود كحلم في عيني جده وأبيه علي بن أحمد (أبو حمود)، فوالد الدكتور حمود كان من الشخصيات الأدبية في منطقة جازان حضر شاعرا وناقدا على ضفاف وظيفته الأم، وكان زهرة عائلة العم الشريف أحمد بن حمود أبو طالب، وفي حادث مأساوي رحل علي (أبو حمود)، رحل تاركا أسرة تسير بمجد جذر السلالة العظيمة، وثمة أمل يشير إلى أن حمود أبوطالب هو الرأس القادم لهذه الأسرة النبيلة، وكان كذلك على المستوى الاجتماعي، بينما لم يكن كذلك في الجانب الإبداعي، إذ ضل الطريق أو أنه أراد البقاء خلف مقالة صحفية يومية، بينما جوهر أعماقه يحمل فيضا من الإبداع ردمه بالانشغالات الحياتية المتسارعة.
يعلم كثير من الأصدقاء العلاقة الحميمة بيني وبين الدكتور حمود، فإذا غاب، أجد أناسا يسألونني عن غيبته، فتكون إجابتي أن حمود يسكن الطائرة، إشارة إلى سفرياته المتكررة، إذ لا يبىق أسبوعا في مكان واحد، فحياته ترحال، وبسبب هذا الترحال لا يستطيع جمع شتات الزمن المفقود الذي يبعده عن إبداعه الخاص به.. وفي كل مرة أقول له: بطّل (بمعنى اترك – لفظة شعبية) بطّل يا حمود تقاعسك عن إظهار مواهبك الشعرية أو السردية..
واطلاعي على ما تحتوي كتاباته من توهج يجعلني في حالة تبرم مما يمارسه من إهمال لموهبته..
حمود شخصية روائية بامتياز، وحين تستمع إليه وهو يسرد الشخصيات التي مر بها أو سمع عنها تجد معه (زنبيلا) من الحكايات الطازجة التي يغلب عليها الجانب الفكاهي الذي يتناسب مع أدب السخرية المهجور، وإضافة لذلك فهو شاعر (وإن كان مقلا) ويمكن التغاضي عن هاتين الموهبتين (الشعرية والسردية)، إلا أن من يعلم أن لديه من وثائق مهمة (ورثها عن جده أحمد بن حمود) لا يمكن له التسامح مع إهماله إزاء تلك القيمة التاريخية التي يمكن أن تضيع وتدخل إلى سراديب الماضي من غير أن تمس..
وها أنا أطالب الأصدقاء في منطقة جازان بأن يعينوني على هذا الرجل المترحل (وكأن لديه طائرة خاصة)، وأشهدهم على إهماله لموهبته، وتركه لجانب تاريخي من غير العمل على التوثيق (تسجيله وكتابته ونشره)، وإذا وافق معي بعض الأصدقاء على توثيقه (تقييده) حتى يعود إلى رشده أو (رجمه) في إحدى الغرف حتى ينتهي من تثبيت ما لديه من أخبار وسير، وأنا على استعداد على تجهيز خطة لخطفه.. فماذا يقول أصدقاؤنا المشتركون في مدينة جازان، هل نخطف حمود أو نتركه في رحلاته المكوكية؟.
دائما يقال إن معرفتك بإنسان ما تكتشف فيه ما لا يعرفه عن ذاته، وأنا أدعي أنني أعرف حمودا أكثر من معرفته بنفسه، تواجدت معه ماضويا حين عشنا وترعرعنا تحت نظر الشريف العم أحمد بن حمود أبو طالب (جد حمود)، تلك الشخصية الفذة التي صنعت حياة عظيمة لأسرته ولكل من اتصل به، ومنذ الطفولة عرفت حمود كحلم في عيني جده وأبيه علي بن أحمد (أبو حمود)، فوالد الدكتور حمود كان من الشخصيات الأدبية في منطقة جازان حضر شاعرا وناقدا على ضفاف وظيفته الأم، وكان زهرة عائلة العم الشريف أحمد بن حمود أبو طالب، وفي حادث مأساوي رحل علي (أبو حمود)، رحل تاركا أسرة تسير بمجد جذر السلالة العظيمة، وثمة أمل يشير إلى أن حمود أبوطالب هو الرأس القادم لهذه الأسرة النبيلة، وكان كذلك على المستوى الاجتماعي، بينما لم يكن كذلك في الجانب الإبداعي، إذ ضل الطريق أو أنه أراد البقاء خلف مقالة صحفية يومية، بينما جوهر أعماقه يحمل فيضا من الإبداع ردمه بالانشغالات الحياتية المتسارعة.
يعلم كثير من الأصدقاء العلاقة الحميمة بيني وبين الدكتور حمود، فإذا غاب، أجد أناسا يسألونني عن غيبته، فتكون إجابتي أن حمود يسكن الطائرة، إشارة إلى سفرياته المتكررة، إذ لا يبىق أسبوعا في مكان واحد، فحياته ترحال، وبسبب هذا الترحال لا يستطيع جمع شتات الزمن المفقود الذي يبعده عن إبداعه الخاص به.. وفي كل مرة أقول له: بطّل (بمعنى اترك – لفظة شعبية) بطّل يا حمود تقاعسك عن إظهار مواهبك الشعرية أو السردية..
واطلاعي على ما تحتوي كتاباته من توهج يجعلني في حالة تبرم مما يمارسه من إهمال لموهبته..
حمود شخصية روائية بامتياز، وحين تستمع إليه وهو يسرد الشخصيات التي مر بها أو سمع عنها تجد معه (زنبيلا) من الحكايات الطازجة التي يغلب عليها الجانب الفكاهي الذي يتناسب مع أدب السخرية المهجور، وإضافة لذلك فهو شاعر (وإن كان مقلا) ويمكن التغاضي عن هاتين الموهبتين (الشعرية والسردية)، إلا أن من يعلم أن لديه من وثائق مهمة (ورثها عن جده أحمد بن حمود) لا يمكن له التسامح مع إهماله إزاء تلك القيمة التاريخية التي يمكن أن تضيع وتدخل إلى سراديب الماضي من غير أن تمس..
وها أنا أطالب الأصدقاء في منطقة جازان بأن يعينوني على هذا الرجل المترحل (وكأن لديه طائرة خاصة)، وأشهدهم على إهماله لموهبته، وتركه لجانب تاريخي من غير العمل على التوثيق (تسجيله وكتابته ونشره)، وإذا وافق معي بعض الأصدقاء على توثيقه (تقييده) حتى يعود إلى رشده أو (رجمه) في إحدى الغرف حتى ينتهي من تثبيت ما لديه من أخبار وسير، وأنا على استعداد على تجهيز خطة لخطفه.. فماذا يقول أصدقاؤنا المشتركون في مدينة جازان، هل نخطف حمود أو نتركه في رحلاته المكوكية؟.